Page 112 - web
P. 112

‫مقالات وآراء‬

‫الذكاء الاصطناعي في خدمة الأمن‬

       ‫نموذج الشرطة المغربية‬

‫بصمت أنظمة الذكاء الاصطناعي أو الأنظمة المعلوماتية القادرة‬            ‫عميد إقليمي‪ /‬بوبكر سبيك‬
‫على التعلم‪ ،‬خلال العقد الأخير‪ ،‬على مكانة متزايدة في مختلف‬
‫المجالات الحياتية للمجتمع البشري الموسوم بالاعتماد الُُمطرد‬      ‫مدير تحرير مجلة الشرطة ‪ -‬المتحدث باسم المديرية‬
‫على الحلول الرقمية‪ ،‬بشكل أضحت معه هذه التكنولوجيا حاضرة‬               ‫العامة للأمن الوطني بالمملكة المغربية‬
‫في تدبير وإدارة جميع المعاملات والخدمات التي يتيحها الفضاء‬            ‫عضو الهيئة الإستشارية للأمن والحياة‬
‫السيبراني‪ ،‬بما فيها مجال الأمن والسلامة العامة‪ ،‬التي أصبحت تدمج‬
‫بشكل أكبر خوارزميات الذكاء الاصطناعي في تدبير خدمات السلامة‬                                   ‫‪112‬‬
‫العامة والحفاظ على النظام العام ومكافحة الجنوح والجريمة‬

               ‫وغيرها من المهام الشرطية الاعتيادية والمستجدة‪.‬‬
‫ومن باب الاستشراف القريب المدى‪ ،‬من المتوقع أن تتولى أنظمة‬
‫الذكاء الاصطناعي تنفيذ مجموعة أكبر من العمليات والمهام‬
‫المساندة للخدمات الشرطية‪ ،‬خصوص�ا تلك التي تتسم بالاعتياد‬
‫ولا تنطوي على أي حاجة لاتخاذ القرار‪ ،‬من قبيل مواكبة برمجيات‬
‫جمع وتخزين المعطيات والبيانات الرقمية من مصادر مختلفة‪،‬‬
‫ومعالجتها ووضعها رهن إشارة مراكز اتخاذ القرار الشرطي بمختلف‬
‫مستوياته‪ ،‬وبالتالي ضمان اتخاذ إجراءات تشغيلية استباقية وهادفة‪،‬‬
‫مع توفير كبير للموارد البشرية والموارد التشغيلية لتنفيذ المهام‬
‫الأكثر تعقيدًًا‪ ،‬خدمة أوَاَل للمواطنين والمرتفقين من جهة‪ ،‬ثم‬

               ‫إسنادً ًا لموظفات وموظفي الشرطة من جهة ثانية‪.‬‬
‫ومن موقعها كمؤسسة السيادة المغربية المكلفة بإنفاذ القانون‬
‫وتنفيذ سياسة الأمن الداخلي على المستوى الحضري بالمملكة‬
‫المغربية‪ ،‬تعمل المديرية العامة للأمن الوطني بشكل أستراتيجي‬
‫مستدام على تحديث أساليب عملها وربطها بالتكنولوجيات الحديثة‬
‫ومستجدات العالم الرقمي‪ ،‬مستحضرة دور هذه التكنولوجيات في‬
‫مجابهة تحديات الأمن المادي من جهة‪ ،‬وحماية الفضاء الرقمي‬
‫من الهجمات السيبرانية من جهة ثانية‪ .‬وفي هذا الصدد‪ ،‬أضحت‬
   107   108   109   110   111   112   113   114   115   116   117